بعد مضيّ أسبوع على ماراثون التطوع القانوني الأول من نوعه في المملكة والذي أقيم في عدد من المناطق شملت كلاً من منطقة الرياض ومكة المكرمة والشرقية والقصيم والجوف, بتنظيم من الهيئة السعودية للمحامين حيث يقدم المحامون في هذا الماراثون ساعات تطوعية بدأت من اليوم العالمي للقانون 13 سبتمبر وحتى اليوم الوطني 23 سبتمبر.
وانطلاقا من أهمية نشر أمثلة لمبادرات مثل هذه تشغل حيّزا إيجابياَ يعود على المستفيد بشكل عام والمتطوعين بشكل خاص حيث كان للمدينة المنورة نصيبها من الماراثون الذي أقيم في ثلاث مواقع مهمة وهي مركز إبرام المنورة، الغرفة التجارية والراشد ميغا مول. تم فيها استقبال أكثر من 39 متطوّع دارس للقانون والاتفاق المسبق مع 29 محامي وتوزيعهم على مدى عشر أيام لتقديم استشارات مجانية للمستفيد والذي وصل عددهم إلى نحو 395 مستفيد من كافة الشرائح والأعمار والاستشارات المتنوعة في الاختصاص حتى بلغ عدد الاستشارات إلى ما يقرب الـ 341 استشارة.
جاء الماراثون كحدث تسارعت له التغطيات الخاصة سواء كانت صحفية أو على مواقع التواصل الاجتماعي حيث بلغت الجهات المعتمدة نحو 5 جهات شاركت بنقل الصورة بكافة زواياها وساعدت في الوصول إلى أكبر عدد من المستفيدين, وحول الحديث عن هذا الموضوع يشاركنا المحامي/ أ.ريّان قربان قوله بأن لجنة المجتمع القانوني بدأت في منطقة الرياض من قبل الأستاذ عبدالله الحسن قائد المبادرة مع موافقة وترحيب من الأستاذ عبدالله الفلّاج الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للمحامين, و التي من أهدافها المعونة القضائية المقدمة لجميع فئات المجتمع حيث انشأت في البداية لجان المجتمع القانوني في كل مناطق المملكة بهدف خدمة المهنة و القانون ثم كانت خلاصة ورشة العمل إطلاق هذا الماراثون لتقديم الاستشارات القانونية خلال العشرة الايام عرفانا من القانونيين للوطن هذا وقد و قدمت الهيئة أيضا ضمن الماراثون بالتوازي ندوات ودورات و ورش عمل تخصصية في الأحوال الشخصية و ريادة الاعمال و الشؤون التجارية, ثم أردف المحامي قائلا أن المحاميين كانوا قد قدموا أعمالا تطوعية في الاختصاص و كانت بشكل عشوائي وأن الهيئة قامت بتنظيم ذلك بشكل احترافي مؤسسي ينمّي الحس المجتمعي لدى المحامي كما يساعد على صقل (المحامي المتدرب) باطّلاعه عليها في أرض الواقع, كذلك طالب القانون حينما يرى المتدرب و هو يؤدي الرسالة و يقدم الاستشارة. كما نوّه على أن الاستشارة القانونية هي أمانة لدى المحامي سواء كانت بمقابل أو بغير مقابل و كلما كان العمل مؤسسي كل ما كانت جودة الاستشارة أعلى محققة لأهداف الهيئة .
كما يسمّي قربان هذه الفترة بالفترة الذهبية للقانون و التي وصف فيها الملك سلمان بوالد القانون و ابنه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان القانوني المحب للقانون, إضافة إلى أن الدورات و الندوات تكاد تكون في أعلى قمتها مقارنة بالعشر سنوات المنصرمة .ختم بعدها بوصف شعوره حيال تقديم الاستشارة للمستفيدين -الغير قادرين على تحمّل أعباء هذه الاستشارات- بأنه شعور لا يوصف, وأن الزملاء في لجان المجتمع القانوني قد أبدعوا خلالها ووجه إلى أن الفكرة قد أخذت بتطبيقها ثلاث اسابيع من التخطيط بالتالي فإن الارقام التي ستظهر في الإحصائيات ستفاجئ الجميع و ستكون مفرحة بالتأكيد .
من جهة أخرى لوحظ فيها تسابق الجميع لتقديم أفضل ما لديهم شاركت مديرة الموقع الحديث بأن الماراثون قد شهد تعاونا من قبل المستفيدين في جميع المواقع المقام فيها, سواء في مركز إبرام أو الراشد ميغا مول أو حتى في أرض المعارض على هامش ملتقى التوطين في الغرفة التجارية حيث بالرغم من ازدحام المتوافدين إلا أن الوضع تميز بالسلاسة في التنظيم و تلقي الاستشارات من المحامين, هذا وقد أوضحت بأن الماراثون أسهم بتعزيز صورة المحامي في المجتمع حيث أنه دائما ما ارتبط اسم المحامي بالتكلفة العالية وهذا غير صحيح نسبيا فبالطبع أن هذا يشكل مصدر دخل للمحامي لكنه لا يمنعه من تحقيق الهدف الأساسي من المهنة وهو تقديم المساعدة, كما أتت الإشارة إلى أن الهيئة قد دعمت رؤية 2030 التي من بنودها زيادة عدد المتطوعين الشباب حتى وصلت عدد الساعات التطوعية المقدمة إلى (1190) ساعة تطوعية بمشاركة ما يقرب الـ 39 منظم متطوع, أتاحت لهم فيها اكتساب رؤية ممتدة نحو سوق العمل ومتطلبات الفرد في المجتمع إضافة إلى إدراكه لأكثر المشكلات التي قد يستقبلها كمحامي يطرح استشارات, ولو استمرت هذه الجهود كما هي لماراثون آخر ستصل النتائج إلى أقصاها .
أما عن ردود أفعال المستفيدين فقد كانت على جانبين أولها جيد قام بتسليط الضوء على هذا التخصص وأهميته ورفع مستوى الثقافة, والثاني كان متفاعلا بشكل غير جيد يعكس صورة بعض أفراد المجتمع الذي لا يلجأ لمحامي إلا بعد تورطه فعلا بمشكلات تعجز الاستشارات -التي لو قام بها مسبقا- لحلها, هذا مع التأكيد أنه وبالرغم من المجهود المقدمة من قبل الهيئة والمشاركين إلا أن الأعداد كانت أقل من المتوقع وأن عدد المستفيدين المحتاجين فعلا لاستشارات أكثر من ذلك ومع السؤال عن السبب أجابت أن الإعلانات المسبقة لم تكن كافية من الجهة الداعمة للفعالية لأن منصة الهيئة السعودية للمحامين بطبيعة الحال في الغالب غير مشاهدة من عامة الناس مما أحدث فجوة في الاتصال, ولذا كان من الأفضل دراسة مواقع التكدس الاجتماعي مسبقا وعرضها فيها, هذا بالإضافة إلى تنبيهها أنه لابد من إشراك المتطوعين من عنصر الشباب من المحامين وغيرهم المختصين بالقانون حتى يساعد الهيئة بإيصال الصوت و الصورة التي يجب أن تكون عليها الفعالية ابتداءَ من التخطيط ووصولا إلى التنفيذ حتى لا تحدث عشوائية غير محبذة.
وفي سؤال وُجّه لمنظم مشارك ومتدرب في مكتب للمحاماة عن مدى رضا وتفاعل المستفيد مع المحامين لاحظ بأن ردة الفعل كانت نابعة من الأعماق بعد معرفته بما له وما عليه من حقوق يستفيد منها في الاستشارة السائل عنها يأمن فيها حقه وأن القانون سينصفه لا محالة. من ناحية أخرى تم سؤال يوسف عسيلان (متطوع منظم) عن مدى الأثر العائد عليه من هذه التجربة حيث أوضح أن التطوع في الماراثون قد أسهم في شخصيته من خلال تعلمه لعلم مهم لا تجده بين صفحات الكتب إضافة إلى قدرته في بناء شخصية قانونية سليمة من خلال تزكية العلم و الأفكار.
اتفقت روان الرحيلي مع ما سبق ذكره موضحةَ تجربتها كمحامية متدربة و منظمة أيضا, أنها عادت عليها بالفائدة من الناحيتين الشخصية و العملية التي تتطور بالمهارات أضف إلى أن المحامي المتدرب لديه أدوات قد لا تسمح له الفرصة لاستخدامها و صقلها إلا عن طريق التجربة و المشاركة من خلال تكوين علاقات عمل و التعرف على الأخطاء التي قد يقع فيها هو أو أحد المتدربين التي تأتي بالتعلم والاطلاع على مختلف أنواع القضايا و الاستفادة منها.
أخيرا..اختتم الماراثون وصوله إلى مرحلته النهائية الموافقة لليوم الوطني, كاشفا أن الخطوات السابقة قد أسهمت في الارتقاء بقطاع الممارسة المهنية القانونية بالمملكة, الأمر الذي سيساعده ليكون قطاعا رائدا في خدمة العدالة مع بناءه لمجتمع مهني سيكون قادر على تقديم خدمات قانونية احترافية للجمهور تصب في صالح الوطن.